الأحد ١٥ / يونيو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير

أخبار عاجلة

<> مينا مسعود يشعل موسم الصيف في عز الضهر

قصة كلب بلدي على سطح الهرم

قصة كلب بلدي على سطح الهرم


في واقعة استثنائية تجذب الأنظار وتؤكد عمق التفاعل بين الإنسان والطبيعة، تحول كلب بلدي مصري إلى حديث الصحف العالمية، حيث أصبح رمزاً للسياحة غير التقليدية و أيقونة تجسد بساطة وروح الحياة في مصر. يعكس هذا الكلب البلدي مثالا حيا عن كيف يمكن للحيوانات البسيطة، التي تعيش دون أي تدخل بشري أو توقعات مادية، أن تخدم الأرض التي تنتمي إليها بطريقتها الخاصة

 على سطح الهرم

انتشرت في الآونة الأخيرة صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لكلب بلدي يعيش على سطح أحد الأهرامات، في مشهد أثار إعجاب السياح وأصبح موضوع حديث وسائل الإعلام الأجنبية. وصفته الصحف العالمية بأنه "حارس غير رسمي" لهذا المعلم التاريخي، مؤكدين أن وجوده يمثل جانباً فريداً من التجربة السياحية المصرية، حيث يتمتع بالحرية والأمان في قلب أقدم عجائب الدنيا.

يشبه هذا الكلب بالقطط التي تعيش في معابد مصر القديمة، مثل القط الشهير في معبد فيله بأسوان، الذي أطلق عليه السياح لقب "حارس المعبد". تلك الحيوانات ليست مجرد كائنات تعيش في الأماكن السياحية، بل أصبحت رمزاً يعكس استمرارية الحياة وروح الضيافة المصرية، التي لا تقتصر على البشر فقط بل تمتد إلى الحيوانات أيضاً>

لم يكن أحد يتوقع أن يتحول كلب بلدي إلى وسيلة لجذب السياحة، ولكن هذا ما حدث بالفعل. أصبح وجود هذا الكلب على سطح الهرم جزءًا من التجربة التي يسعى السياح لخوضها عند زيارتهم للموقع. كثير من الأجانب نشروا صورهم معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما ساهم في تعزيز صورة مصر كوجهة سياحية فريدة، حيث يمتزج التراث التاريخي باللمسات الإنسانية والطبيعية البسيطة.

تعليقات السياح جاءت إيجابية للغاية؛ فقد أشادوا بالراحة النفسية التي شعروا بها بفضل وجود هذا الكلب، مؤكدين أن تلك اللحظة أضفت بُعداً جديداً على زيارتهم، بعيداً عن الجولات التقليدية في المعابد والمتاحف.

 جزء من الهوية السياحية !

 لعبت الحيوانات دوراً مهماً في الثقافة المصرية، بدءاً من القطط المقدسة في العصر الفرعوني وصولاً إلى الحيوانات التي تعيش اليوم بجوار المعالم السياحية. تعتبر هذه الكائنات سفيراً صامتاً يعكس مدى الترابط بين الإنسان والطبيعة، وهو ما يظهر في طريقة تعامل المصريين مع تلك الحيوانات بكرم واحترام.

في معبد فيله، على سبيل المثال، أصبح القط "حارس المعبد" أيقونة سياحية بحد ذاته. يتحدث السياح عن هذا القط وكأنه جزء من تاريخ المكان، حيث أصبح ظهوره من أبرز ما يتوقعونه خلال زيارتهم. بالمثل، فإن الكلب البلدي الذي اعتلى سطح الهرم يقدم صورة موازية عن الترحيب الذي تجده المخلوقات الصغيرة في مصر

ما يميز هذه الظاهرة هو أن الكلب البلدي لم يتلقَ أي مقابل على ما قدمه للسياحة، ولكنه بحضوره العفوي أسهم في نشر الدعاية الإيجابية عن مصر. هذا الكلب البلدي أصبح رمزاً للبساطة والصدق، وهي صفات يجدها السياح مغرية في عالم السياحة الحديثة، الذي يميل أحياناً إلى التعقيد والمبالغة.

وجود مثل هذه الحيوانات في المواقع السياحية يسلط الضوء على جانب غير تقليدي من السياحة، حيث يشعر الزوار بأنهم يعيشون تجربة واقعية ومريحة بعيداً عن الزيف التجاري. في الواقع، هذا النوع من التجارب هو ما يبحث عنه كثير من السياح اليوم، خاصة أولئك الذين يسعون لاكتشاف الجوانب الإنسانية والثقافية العفوية في الوجهات التي يزورونها.

رسالة حب 

تشير هذه القصص إلى أن الكلاب والقطط التي تعيش في مصر، سواء في الأهرامات أو المعابد أو شوارع المدن، تلعب دوراً غير مباشر في خدمة المجتمع والسياحة. إنها تعكس روح الضيافة المصرية التي تتجاوز حدود الإنسان لتشمل كل الكائنات التي تعيش على هذه الأرض.

ما يميز هذه الحيوانات هو أنها لا تطلب شيئاً في المقابل؛ فهي تخدم المكان الذي تعيش فيه بحب وولاء، تماماً كما يفعل المصريون الذين يستقبلون زوارهم بترحاب وكرم. هذه الرسالة العميقة، التي قد لا تكون واضحة للوهلة الأولى، هي ما يجعل التجربة السياحية في مصر مميزة ومختلفة عن غيرها.

لقد تحول الكلب البلدي المصري من مجرد كائن بسيط يعيش في الظل إلى رمز سياحي عالمي يعكس أصالة وروح الحياة في مصر. أثبتت هذه القصة أن التفاعل بين الإنسان والطبيعة يمكن أن يقدم دعاية سياحية لا مثيل لها، دون الحاجة إلى حملات تسويقية باهظة التكاليف.


ضاحى عمار

موضوعات ذات صلة