السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
من نحن اتصل بنا التحرير

أخبار عاجلة

<> وداعًا صلاح السعدني

معبد الكرنك.. أم القرية المحصنة في قلب الأقصر

معبد الكرنك.. أم القرية المحصنة في قلب الأقصر

  يعتبر معبد الكرنك واحدًا من أهم المعابد الفرعونية الموجودة في جنوب مصر ويعد علامة مميزة لمدينة الأقصر، حيث يوضح المعبد تاريخ فترات زمنية معينة في العصر الفرعوني القديم، حيث كان كل ملك فرعوني من الملوك المتعاقبين على الحكم يحاول جعل معبده الأكثر روعة ليتميز به عن سلفه لذلك تحول معبد الكرنك إلى دليل كامل يوضح الفن المصري القديم والحضارة الفرعونية الفريدة، كما أن تصميم المعبد يعد نموذجًا من نماذج الهندسة والجمال والتقدم الفرعوني في المجال المعماري. ترجع تسمية معبد الكرنك بهذا الاسم انطلاقًا من كلمة "خورنق"، والتي تعني في العربية القديمة "القرية المحصنة"، وقد عُرف المعبد في عصر الدولة الوسطى باسم برج "آمون" أي ما يعني بيت "آمون" وهو الإله الأكبر في حياة القدماء المصريين. أما الاسم الحالي للمعبد فمأخوذ من القرية القريبة للمعبد والتي يحيط بها المعبد وهى قرية الكرنك. يقع معبد الكرنك على مساحة مائتي فدان. تشمل على العديد من المنشآت والمعابد التي تضم معبد "آمون رع"، ومعبد "موت" و"أيبت"، بالإضافة إلى  معابد "بتاح" و"منتو" و"آتون" و"خنسو"، ويحيط بمعظم هذه المنشآت سور سميك من الطوب اللبن وبه ثمان بوابات للدخول والخروج. معبد الكرنك ليس واحدًا من أهم المعابد الفرعونية الموجودة في مصر وحسب، ولكنه معبد يدل على الحياة الدينية القوية التي كان يتمتع بها قدماء المصريون من خلال علاقتهم الوطيدة بالإله "آمون"، ويتكون المعبد من عدد من الأجزاء المختلفة، حيث نجد "المرسى" وهو عبارة عن رصيف مرتفع بواسطة قاعدة مربعة تمثل المركب المقدس وكانت تصل هذه المنطقة بين المرسى والنيل. أما واجهة المعبد يمثلها الصرح الأول الذي يرجع إلى عصر الملك "نقطانبو الأول" أحد ملوك الأسرة الثلاثين، وهو صرح مبني من الحجر الرملي وهو عبارة عن برجين بينهما مدخل له بوابة بارتفاع 26 مترًا، ويوجد بهذا المعبد فناء "البريستول" وهو فناء الاحتفالات عند القدماء المصريين، وتبلغ مساحته ثمانية آلاف متر مربع، ويرجع إلى عصر الأسرة الثانية عشر حيث يوجد على جانبيه البحري والقبلي مجموعة من التصميمات التي تحملها أعمدة مستديرة تيجانها على هيئة براعم البردي ويقع أمامها تماثيل كباش للملك "رمسيس الثاني". ويقع في الجهة الجنوبية من فناء "البريستول" معبد الملك رمسيس الثالث الذي يبلغ طوله 52 مترًا. يتصدر المعبد صرحًا يتقدمه تمثالان للملك رمسيس الثالث، ويلي الصرح فناء مستطيل مكشوف على جانبيه صفان من ستة عشر عمودًا، وأمام كل عمود تمثالًا للملك رمسيس الثالث، وتعتبر هذه المنطقة هي أكبر صالة أعمدة في العالم فتبلغ مساحتها ستة آلاف متر مربع، يؤدي إليها مدخل أعاد بناؤه الملك بطليموس الثالث، ويحمل سقف هذه الصالة 134 عمودًا من الحجر الرملي في ستة عشر صفًا، ويقع بوسط الصالة أثنى عشر عمودًا أسطواني الشكل يترأسه تاج على هيئة زهرة البردي المتفتحة، حيث يبلغ ارتفاع العمود 22.40 مترًا، أما الأعمدة الجانبية التي يبلغ عددها 122 عمودًا وتتواجد في أربعة عشر صفًا فارتفاع كلًا منها يبلغ 14.75 مترًا وتيجانها على شكل براعم البردي. معبد الكرنك يوجد به حديقة "آمون"، وهي عبارة عن بهو مستطيل يحمل أربعة أعمدة بردية مضلعة تقع جميعُها في صف واحد وقد سُجل على جدرانها كل أنواع النباتات والزهور الجميلة التي جلبها "آتون". ويوجد بالمعبد أيضًا "بهو الاحتفالات" وهو يمثل الخيمة الملكية التي كانت تنصب في فترات الحروب، ويبلغ طوله 43.2 مترًا، وعرضه 15.6 مترًا ويضم صفان من الأعمدة المستديرة. يضم المعبد منطقة تسمى "طريق الكباش" بطول 52 مترًا وعرض 12 مترًا، وهو عبارة عن طريق يوجد على جانبيه مجموعة كبيرة من التماثيل الفرعونية رأسها على شكل كبش وجسمها على هيئة أسد، كما توجد بالمعبد "البحيرة المقدسة" التي أنشأها الملك "تحتمس الثالث" ويبلغ طولها 80 مترًا وعرضها 40 مترًا ويوجد على جانبيها الشمالي والجنوبي مَقاسٌ للنيل له مدخلان أحدهما من الجهة الغربية والآخر من الجهة الشرقية وبكل منهما سلالم حجرية للصعود والنزول، وكانت البحيرة المقدسة تستخدم في استكمال الطقوس الدينية بعبادة الإله "آمون"، ومازالت البحيرة موجودة حتى الآن بل أن الكثير من الزائرين حاليًا يقومون بالدوران حولها اعتقادًا منهم أن أحلامهم سوف تتحقق. أيمن مصطفى  

المحرر

موضوعات ذات صلة