الماراثون السينمائي يتصارع بمهرجان لوكارنو 74

انطلقت الدورة الـ 74 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، الذي يعود إلى شكله الأصلي من خلال برنامج ثرى من الأفلام، يضم 209 أفلام من السينما المعاصرة تنتظر اكتشافها بتقديمها في 300 عرض بـ 12 دار عرض تابعة للمهرجان. من بين 209 أفلام هناك 17 فيلما في المسابقة الأولى كل منها لديه نظرة يشاهدها الناقد بمتعة مباشرة، فقد تواجدت السينما العربية في دورة هذا العام من المهرجان، عبر مجموعة من الأفلام التي يشهد المهرجان حاليا عرضها العالمي الأول، من لبنان والأردن وفلسطين وتونس، بالإضافة إلى العرض الخاص الذي أقيم للفيلم المصري "المصير" للمخرج يوسف شاهين، بقسم تاريخ السينما، وذلك بعد مرور 13 عاما على عرضه، في قسم بياتزا جراندى عام 2008 تكريما ليوسف شاهين الذي رحل في العام نفسه. "المصير" فيلم من إنتاج عام 1997، بطولة نور الشريف وليلى علوى ومحمود حميدة وصفية العمرى ومحمد منير وخالد النبوي، وحيث تدور أحداثه في القرن الثاني عشر الميلادي في الأندلس، وخلال فترة حكم الخليفة (أبو جعفر المنصور)، يصير الفيلسوف (ابن رشد) في معترك النيران مع السلطة السياسية ممثلة في الخليفة الذي كان صديقًا له في الماضي وصار يكن له مشاعر العداء، ومع السلطة الدينية المتطرفة التي تنجح في تجنيد ابن المنصور اﻷصغر بين صفوفها. أما عن الأفلام العربية الجديدة، التي تشارك هذا العام في الدورة 74، خلال الفترة من 4 إلى 14 أغسطس، يأتي الفيلم اللبناني "النهر" للمخرج غسان سهلب لينافس في المسابقة الدولية، والتي تمثل ثالث أفلامه بعد فيلم "الجبل" 2010، وفيلم "الوادي" 2014. "النهر" بطولة الفلسطيني على سليمان ويتناول قصة رجل وامرأة يكونان على وشك مغادرة مطعم يقع في قلب الجبال اللبنانية، في يوم من أيام فصل الخريف، يفاجآن بأصوات طائرات حربية تحلق على ارتفاع منخفض، يشعران وكأن الحرب تندلع مرة أخرى، في هذه اللحظة تغيب المرأة عن أنظار الرجل، فيبدأ بالبحث عنها ليجدها على الجانب الآخر من الجبل، ليغرقا معا في عمق الطبيعة، تماما مثل الخيط الرفيع الذي يربطهما معا. على جانب اخر يشهد الفيلم التونسي "أطياف" للمخرج مهدى هميلى عرضه العالمي الأول في المهرجان، حيث ينافس على 6 جوائز في مسابقة صُناع أفلام الحاضر. تدور أحداث الفيلم حول آمال التي خرجت من السجن، وتبدأ في البحث عن ابنها المفقود مؤمن بقاع العاصمة تونس، وخلال رحلة البحث، يتعين على آمال أن تواجه حقيقة سقوط المجتمع التونسي. الفيلم من تأليف وإخراج مهدى هميلى، ويشارك في بطولته نجوم تونسيون، منهم عفاف بن محمود، إيهاب بويحيى، زازا، سارة حناشى وسليم بكار. ويشهد المهرجان أيضا انطلاق الفيلم الأردني "الحارة" للمخرج باسل غندور في عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات الدورة الـ 74، حيث ينافس على 3 جوائز ضمن قسم «بياتزا جراندى»، ليسجل أول مشاركة لفيلم أردني طويل في تاريخ المهرجان، وأول فيلم عربي يشارك في قسم بياتزا جراندى منذ 2008 حين عُرض فيلم "المصير" ليوسف شاهين لتكريمه. الثلاث جوائز هي جائزة الجمهور، وجائزة فارايتي بياتزا غراندي التي تقدمها مجلة فارايتي الأميركية لمساعدة الأفلام على الانطلاق في مشوارها الدولي، وأيضاً جائزة سواتش لأفضل عمل أول، الفيلم بطولة عماد عزمي، منذر رياحنة، ميساء عبدالهادى، بركة رحمانى، نادرة عمران ونديم ريماوى. وتدور أحداث الفيلم في حي تحكمه النميمة والعنف بشرق عمان، حيث يقوم شاب مخادع بالمستحيل ليكون مع حبيبته، لكن والدتها تقف عائقا أمام اكتمال قصتهما، وعندما تلتقط كاميرا شخص مبتز مقطعا مصورا لهما في وضع حميمي، تلجأ الأم في الخفاء إلى عصابة لتضع حدا لما يحدث، لكن الأمور لا تجرى كما خُطط لها. الجدير بالذكر أن مهرجان لوكارنو السينمائي هو أحد أعرق المحافل السينمائية العالمية، تأسس عام 1946، وتنطلق فعالياته سنوياً في شهر أغسطس لمدة 11 يوماً بمدينة لوكارنو السويسرية حيث يتقابل آلاف من المحبين والعاملين في صناعة السينما. ماري جرجس